تعيش احدى العائلات التونسية هذه الأيام مشكلة غريبة الاطوار وغامضة جدت وقائعها منذ حوالي 16 يوما اثر سفر زوجين شابين لأداء مناسك العمرة ، حيث اختفت الزوجة فجأة في المدينة المنورة يوم العودة إلى تونس ولم يظهر لها أثر إلى اليوم.
علمت «الشروق» في هذا الصدد ان الزوج (44 عاما ) وزوجته (40 عاما) وأمه وشقيقته ، وجميعهم من العاصمة، توجّهوا مؤخرا إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك العمرة. وكان في الحسبان ان يعودوا يوم 19 جويلية لكن حصل ما لم يكن في الحسبان.
خرجت للصلاة
أدى كامل أفراد العائلة المذكورة مناسك العمرة في ظروف جيدة، ويوم العودة عندما كان الجميع داخل النزل يحزمون حقائب السفر ويستعدون لمغادرة النزل، توجهت الزوجة لأداء صلاة الظهر خارج النزل واتمام شراء بعض الحاجيات. لكن منذ ذلك الحين لم يظهر لها أثر وهو ما ادخل الزوج وأمه وشقيقته في حالة من الحيرة والصدمة . عادت الأم والشقيقة إلى تونس فيما قرر الزوج البقاء يومين آخرين للبحث عن زوجته. لكن مرت الأيام دون أن يظهر أي أثر للزوجة رغم أن الزوج جاب مختلف مستشفيات المدينة ومراكزها الأمنية واتصل بأكثر من طرف.
اختطاف ؟
عندئذ قرر الزوج العودة إلى تونس خاصّة بعد ان حصلت لديه قناعة ان مواصلة بقائه هناك لن تفض المشكل وان ما حصل لزوجته ليس حادث ضياع عادي أو حادثا جسديا أو وفاة .
فلو حصل أي من هذه الحوادث لتم اكتشافه بسرعة ، وهو ما جعله يشك في أن زوجته قد تكون تعرضت لعملية اختطاف لأسباب يجهلها وهو ما قد يصعب عليه مهمة العثور عليها . علما انه تلقى بعد يومين أو ثلاثة اتصالا هاتفيا من احد الأرقام السعودية ثم انقطعت المكالمة قبل أن يسمع صوت المتصل. ولما حاول إعادة الاتصال بالرقم نفسه من هاتفه لم يقع الرد عليه لكن لما اتصل به من رقم آخر سمع صوتا نسائيا. ولما أمد أجهزة الأمن بذلك الرقم تم اعلامه أن صاحب الرقم يقطن بعيدا عن المدينة المنورة حوالي 2000 كم وهو ما زاد في حالة الحيرة والذهول التي يعانيها.
وأفاد الزوج وكذلك أفراد عائلته أن الزوجة المختفية لا تعاني من أية اضطرابات أو مشاكل صحية سواء قبل السفر للسعودية او أثناء أداء مناسك العمرة فقد كانت تصرفاتها عادية للغاية وكانت تعيش حياة مستقرة مع زوجها وابنيها وبقية العائلة.
ممنوع من العودة إلى تونس
في الأخير رأى الزوج انه من الأفضل له العودة إلى تونس للاعتناء بابنيه (10 و 12 سنة) وبأمه المسنة الذين لا عائل لهم سواه مع مواصلة متابعة الموضوع من تونس.
لكن لما قرر مغادرة الأراضي السعودية لم يقع السماح له بذلك من قبل السلطات هناك إلى حين العثور على زوجته ، حيث احتجزت مؤسسة «راية المنصور» السعودية (التي تتعامل معها شركة منتزه قمرت في تنظيم شؤون المعتمرين ) جواز سفره وطلبوا منه مواصلة البحث عن زوجته إلى حين العثور عليها.
نداء استغاثة
قال الزوج لدى اتصال «الشروق» به هاتفيا مباشرة من المدينة المنورة ، قال إنه يمكث هناك منذ 19 جويلية الماضي دون نتيجة تذكر وهو يأسف لعدم تلقيه أية مساعدة لا من القنصلية التونسية بالمدينة المنورة ولا من ممثلي شركة منتزه قمرت هناك ، فقد وعدوه في البداية بالمساعدة ثم أصبح كل منهم يتملص من المسؤولية ويحملها للآخر. فقد أصبح على حد قوله يجد صعوبات في توفير نفقات إقامته وأكله وتنقلاته بما أنها كلها على حسابه الخاص.
ويأمل محدثنا في أن تتدخل وزارة الخارجية التونسية وسفارة تونس بالسعودية وسفارة السعودية بتونس في هذا الموضوع الخطير قصد السماح له بالعودة إلى تونس قبل ان يتعرض هو بدوره إلى مكروه وحتى يتسنى له التقاء ابنيه وامه والعناية بهما إلى حين تدبر امر قضية زوجته . كما يأمل في أن تبذل السلطات الأمنية السعودية كل ما في وسعها للكشف عن مكان تواجد زوجته.
0 comments :
إرسال تعليق