460




أغرق بارونات التجارة بسطيف السوق بمواد تجميل فاسدة ومقلدة وأخرى مهربة بطرق غير قانونية، وقد تطور الوضع بشكل ملفت انعكس مباشرة على صحة المستهلك الذي أضحى عرضة لمختلف أنواع الأمراض.
تؤكد شابة من سطيف أنها اشترت مادة تسريح الأشفار المعروفة باسم الريسيل بمبلغ 100 دج فقط من سوق لاندريولي الذي تعرض فيه مختلف المنتوجات وبمجرد أن استعملتها أصيبت بحساسية العين وهي تتابع العلاج عند طبيب مختص، وقد كلفها العلاج أكثر من واحد مليون سنتيم.
وأصيبت فتاة أخرى بحساسية الجلد لاستعمالها لنيفيا مقلدة اشترتها بأبخس الأثمان، لكنها أرغمتها على المكوث في البيت، لأن ملامح وجهها تغيرت بشكل مفزع، وهناك من طار شعره بسبب جال فاسد. ومثل هذه الحوادث تكررت في أكثر من مقام، وكل ذلك راجع إلى الفوضى التي تعرفها تجارة مواد التجميل التي تدخل الى ولاية سطيف بكميات هائلة وهي تتواجد، خاصة بحي دبي بالعلمة وحي الباطوار وحي التمارة والريفالي بسطيف، وهي المناطق التي تختص في بيع هذه المواد بالجملة، لكن بموازاة مع هذه النقاط، هناك حركة خفية تختص في ترويج المواد الفاسدة والمنتهية الصلاحية والمهربة بطرق غير قانونية ولا تخضع لأي نوع من المراقبة، وعادة يتم تداولها من طرف محترفين في التقليد والذين تمكنوا من صنع صابون من نوع دوف يبدو في ظاهره عادي للغاية، لكن عند استعماله تنبعث منه روائح لا علاقة لها بالمنتوج الأصلي المصنع بألمانيا .
وقد وقعت في أيدينا قطعة من هذا الصابون وعندما تفقدناها وجدنا بداخلها نقاطا سوداء وبها رائحة ماء الزهر. وأكد لنا أحد الخبراء ان صابون دوف مقلد بشكل واسع ويصنع بمستودعات تنشط في الخفاء. كما وقعت في أيدينا قارورة غسول الشعر من نوع كلير وعندما تفقدناه وجدناه عبارة عن مزيج من مواد كيمائية لا تقضي على القشرة وإنما قد تقضي على الرأس بكامله. ويؤكد لنا أحد العارفين بعالم مواد التجميل أن هناك تجارا محتالين يقومون بملء قارورة العطر داخل مستودع، ثم يبيعونها على أساس أنها عطور عالمية. ومن خلال جولتنا بمحلات بيع مواد التجميل، يعترف الباعة بأن هناك غشا في تسويق هذه المواد، وقد تم تسجيل ضحايا لهذه الظاهرة وأغلبيتهم من المغترين بالأسعار المنخفضة والباحثين عن هذه المواد في الأسواق الشعبية والطاولات المعروضة في الشوارع.
لكن بالمقابل، يؤكد لنا أحد الباعة أن ثقافة التسوق في عالم التجميل تطورت، فمن يريد منتوجا أصليا عليه أن يدفع أكثر، ومن يريد منتوجا مقلدا فسيجده بأبخس الأثمان والخيار يبقى للزبون. ومن جهتها، قامت مصالح الأمن بسطيف مؤخرا بحجز كمية هامة من مواد التجميل قدرت في مجملها بـ 8548 علبة من مختلف المواد، وكان ذلك في حاجز أمني بالطريق الرابط بين سطيف وعين ولمان، أين تم توقيف مركبة تجارية معبأة بهذه المواد، ليتم على الفور حجزها وإحالة أصحابها على التحقيق بتهمة تهريب بضاعة أجنبية. وأمام هذه الفوضى، ينصح أهل الاختصاص بالتأكد من أصلية المنتوج، وإلا فإنها الكارثة التي لنترحم المستهلك، وقد تكلفه الغالي والنفيس بعد اختيار كل ما زهيد.

المشاركات الشائعة